مأساةُ الأُمَّــة أن يأتي إليها أشرُّ خلق الله أسوأ عباد الله، قوى طاغية متجبرة ظلومة متوحشة لا أَخْلَاق لها ولا قيم ولا تُعطي أي اعتبار ولا مكانة للبشرية ولا لحقوق البشرية فتستعبدها قهراً وتستعبدها إذلالاً وهواناً وظلماً.
إن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى حينما وجّه عباده لطاعته وعبادته إنما يفيضُ عليهم من رحمته ويفيض عليهم من كرمه، إنما يمنحهم من عزته، أما أولئك فهم بطغيانهم وإجْــرَامهم ووحشيتهم ولا إنْـسَـانيتهم وخلوهم من كُلّ القيم من كُلّ الأَخْلَاق من كُلّ المعاني النبيلة والشريفة هم يستعبدون الناس بالإذلال بالاضطهاد بالظلم بالإفساد بالهوان، وهذا ما لا يجوز ولا يمكن القبول به نهائياً.. الأُمَّــة التي كان قد صنع منها الإسْــلَام بمنظومته المتكاملة أمة واحدة اليوم متفرقة، وتستمرُّ عملية التفريق والتجزئية والبعثرة، وتلقى ساحةً قابلة ومهيئة، فينجر الكثير من المحسوبين على الأُمَّــة، ينجر بكل بساطة إلَى تلك العناوين التي تسوَّق وتشغَّل وتفعّل لتفرقة وتجزئة الأُمَّــة وإثارة العداوة والبغضاء بين أوساط الأُمَّــة،
اقراء المزيد